قرأت العامة: أن يؤتى أحد بفتح أن من غير استفهام. وقرأ مجاهد: آن يؤتى باستفهام. وروي عن الأعمش: إن يؤتى أحد بكسر إن فمن قرأ أن يؤتى بفتح أن لم يقف على هدى الله لأن أن متصلة بالكلام الذي قبلها كأن قال: «ولا تؤمنوا أي: لا تصدقوا أن يؤتى أحد» ويجوز أن يكون المعنى «إن البيان بيان الله فقد بين أن لا يؤتى أحد» ومن الوجهين جميعًا لا يوقف على هدي الله. ومن قرأ: آن يؤتى أحد بالمد وقف على هدى الله وابتدأ: آن يؤتى على معنى «ألان يؤتى أحد مثل ما أوتيتم لا يؤمنون» كما قال في سورة «نون» أن كان ذا مال وبنين فمعناه «ألأن كان ذا مال وبنين يطيعه». ومن قرأ: إن يؤتى بكسر الألف وقف على هدى الله وابتدأ: إن يؤتى أحد على معنى «ما يؤتى أحد». --إيضاح الوقف والابتداء، ج۲، ص۵۷۹--
وقال يعقوب: الوقف قل إن الهدي هدي الله ونافع والأخفش على غير هذين القولين، والتمام عندهما أو يحاجوكم عند ربكم وهو أحد قولي الفراء ومذهب جماعة من النحويين: والتقدير عندهم: ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم لمن تبع دينكم، واللام عندهم زائدة أو متعلقة بمصدر، ومذهب يعقوب أحد قولي الفراء، أي قل إن البيان بأن الله قد بين أن لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ثم حذف لا وهو قول السدي قال: قالت اليهود لضعفائهم اذهبوا فآمنوا بمحمد أول النهار فإذا كان العشي فارجعوا فقولوا عرفنا علماؤنا أنكم لستم على شيء لعلكم إذا فعلتم هذا ترجعون عن دينهم، قال الله جل وعز (قل إن الهدى هدى الله أن يؤتي أحد مثل ما أوتيتم أيها المسلمون) على قراءة مجاهد وعيسى بن عمران أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، فالوقف هدى الله وكذا على قراءة الأعمش أن بكسر الهمزة بمعنى ما أو يحاجوكم عند ربكم تمام عند الجميع. --القطع والائتناف، ص۱۳۹--
ومن قال: أن يؤتى أحد بالاستفهام وقف على هدى الله لأن ذلك مستأنف، وموضعها رفع بالابتداء، والخبر محذوف. والتقدير: أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم على وجه التوبيخ لهم بذلك ليتمسكوا بما هم عليه. ومن قرأ ذلك على الخبر لم يقف على هدى الله لأن أن مفعول ولا يؤمنوا، والتقدير: ولا يؤمنوا لأن يؤتى وبأن يؤتى فهي متعلقة بما قبلها فلا يقطع منه. --المكتفى في الوقف والابتدا، ص۴۱--
هُدی الله- لا: لان التقدیر: ولا تصدقوا بان یوتی احدٌ مثل ما اوتیتم الا لمن تبع دینکم.
وان قرئ آن یؤتَی بالمد مستفهما وقف علیها. --كتاب الوقف و الابتدا، ص۱۵۸--
والوقف على هُدَى اللَّهِ تامّ، لأنه من كلام الله. --منار الهدی، ج۱، ص۱۷۵--