کلمه: وَعَبَدَ سوره: المائدة آیه: 60
وَعَبَدَ مقایسه
التبيان في تفسير القرآن

قراء حمزة وعبد الطاغوت بضم الباء وخفض التاء يريد خدم الطاغوت في قول الأعمش، ويحيى بن رئاب. الباقون بفتح الباء والدال ونصب التاء. --التبيان في تفسير القرآن، ج‏۳، ص۵۷۵--

حجّت
قال أبو علي: حجة حمزة أنه حمل على ما عمل فيه (جعل) كأنه قال وجعل منهم من عبد الطاغوت. ومعنى (جعل) خلق، كما قال وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها وقال وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ قال: وليس (عبد) لفظ جمع لأنه ليس في أبنية الجمع شي‏ء على هذا البناء لكنه واحد في موضع جمع كما قال وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها وجاء على (فعل) لأن هذا البناء يراد به الكثرة نحو يقط وندس و(عبد) في الأصل صفة، وان كان استعمل استعمال الأسماء، ولا يزيل ذلك عنه كونه صفة كما لم يزل في الأبرق والأبطح حيث كسر تكسير الأسماء لم يزل عنهما معنى الصفة بدلالة أنهم تركوا صرفهما كما تركوا صرف (أحمر) ولم يجعلوه كأوكل وأبدع.
و أما من فتح فانه عطفه على مثال الماضي الذي في الصلة، وهو قوله لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وأفرد الضمير في (عبد) وان كان المعنى فيه كثرة لأن الكلام محمول على لفظ (من) دون معناه، ولو حمل الكلام أو البعض على المعنى لكان صواباً قال الفراء: وقرأ أبي وعبد اللَّه وعبد الطاغوت على الجمع، والمعنى والذين عبد الطاغوت بضم العين والباء مثل ثمار وثمر، وعبيد وعبد، على أنه جمع جمع، ويكون المعنى وجعل منهم عبد الطاغوت كما تقول: جعلت زيداً أخاك أي نسبته اليك ويجوز على هذا رفع الدال على تقدير، وهم عبد الطاغوت لكن لم يقرأ به أحد. قال:
و لو قرأ قارئ وعبد الطاغوت كان صواباً يريد به عبدة الطاغوت ويحذف الهاء للاضافة كما قال الشاعر:
قام ولاها فسقوه صرخدا
يريد ولاتها وحكي في الشواذ و(عبد الطاغوت) على ما لم يسمي فاعله، ذكره الرماني. قال الطبري هي قراءة أبي جعفر المدني. وحكى البلخي (عابد الطاغوت، وعبد الطاغوت) مثل شاهد وشهد. وحكى ايضا (عباد الطاغوت) مثل كافر وكفار، ولا يقرأ بشي‏ء من ذلك. وقال الطبري عن بريدة الاسلمي انه قرأ (عابد الطاغوت) فهذه ثمانية أوجه، لكن لا يقرأ إلا بقرائتين أو ثلاثة، لان القراءة متبوعة يؤخذ بالمجموع عليه، قال الفراء (عبد) على ما قرأ حمزة إن كانت لغة فهو مثل حذر وحذر، وعجل وعجل فهو وجه والا فانه أراد قول الشاعر:
أبني لبيني إن أمكم/ أمة وإن آباءكم عبد
فحرك وهذا في ضرورة الشعر لا في القراءة. --التبيان في تفسير القرآن، ج‏۳، ص۵۷۵--

مجمع البيان في تفسير القرآن

قرأ حمزة وحده وعبد الطاغوت بضم الباء وجر التاء والباقون وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ بفتح الباء ونصب التاء وروي في الشواذ قراءة الحسن وابن هرمز مثوبة ساكنة الثاء مفتوحة الواو وكذلك في سورة البقرة لمثوبة وقرأ ابن عباس وابن مسعود وإبراهيم النخعي والأعمش وأبان بن تغلب وعبد الطاغوت بضم العين والباء وفتح الدال وخفض الطاغوت وقرأ أبي بن كعب عبدوا الطاغوت ورواية عكرمة عن ابن عباس وعبد الطاغوت بتشديد الباء وفتح الدال وقراءة أبي واقد وعباد الطاغوت وقراءة أبي جعفر الرؤاسي النحوي وعبد الطاغوت كقولك ضرب زيد لم يسم فاعله وقراءة عون العقيلي وابن بريدة وعابد الطاغوت ورواية علقمة عن ابن مسعود وعبد الطاغوت على وزن صرد فهذه عشر قراءات اثنتان منها في السبعة. --مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏۳، ص۳۳۱--

حجّت
قال أبو علي حجة حمزة في قراءة وعبد الطاغوت أن يحمله على ما عمل فيه جعل كأنه وجعل منهم عبد الطاغوت ومعنى جعل خلق كقوله وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها وليس عبد لفظ جمع لأنه ليس من أبنية الجموع شي‏ء على هذا البناء ولكنه واحد يراد به الكثرة أ لا ترى أن في الأسماء المفردة المضافة إلى المعارف ما لفظه لفظ الإفراد ومعناه الجمع كما في قوله وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها ولأن بنا فعل يراد به المبالغة والكثرة نحو يقظ وندس فكان تقديره أنه قد ذهب في عباد الطاغوت كل مذهب وتكرر ذلك منه وأما من فتح فقال وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ فإنه عطفه على بناء الماضي الذي في الصلة وهو قوله لَعَنَهُ اللَّهُ وأفرد الضمير في عبد وإن كان المعني فيه الكثرة لأن الكلام محمول على لفظه دون معناه وفاعله ضمير من كما أن فاعل الأمثلة المعطوفة عليه ضمير من فأفرد لحمل ذلك جميعا على اللفظ ولو حمل الكل على المعنى أو البعض على اللفظ والبعض على المعنى لكان مستقيما وأما الوجه في مَثُوبَةً فإنه قد خرج على الأصل شاذا قال أبو الفتح ومثله ما يحكى عنهم الفكاهة مقودة إلى الأذى وقياسهما مثابة ومقادة ومثله مزيد وقياسه مزاد إلا أن مزيدا علم والأعلام قد يحتمل فيها ما يكره من الأجناس نحو محبب ومكوزة ومريم ومدين ورجاء بن حيوة ومثوبة مفعلة ونظيرها المبطخة والمشرقة وأصل مثوبة مثوبة فنقلت الضمة من الواو إلى الثاء ومثلها معونة وقيل هي مفعولة مثل مقولة ومضوفة على معنى المصدر قال الشاعر:
وكنت إذا جاري دعا لمضوفة/ أشمر حتى ينصف الساق مئزري‏
قال وأما قوله عبد الطاغوت فهو جمع عبد وأنشد:
انسب العبد إلى آبائه/ أسود الجلد ومن قوم عبد
هكذا قال أبو الحسن وقال أحمد بن يحيى عبد جمع عابد كبازل وبزل وشارف وشرف وكذلك عبد جمع عابد ومثله عباد وعباد ويجوز أن يكون عباد جمع عبد وأما عبد الطاغوت وعبدوا الطاغوت فظاهر وأما عابد الطاغوت فهو واحد في معنى جماعة وكذلك وعبد الطاغوت لأنه كحطم ولبد كما أن عبد كحذر وفطن ووظف وعجز. --مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏۳، ص۳۳۲--

الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل

وفي قراءة أبىّ وعبدوا الطاغوت، على المعنى. وعن ابن مسعود: ومن عبدوا. وقرئ وعابد الطاغوت، عطفاً على القردة. وعابدى. وعباد. وعبد. وعبد. --الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج‏۱، ص۶۵۲--

البحر المحيط فى التفسير

وقرآ جمهور السبعة: وعبد الطاغوت. وقرأ أبيّ: وعبدوا الطاغوت. وقرأ الحسن في رواية: وعبد الطاغوت بإسكان الباء.
وقرأ ابن مسعود في رواية: عبد بضم الباء.
وقرأ النخعيّ وابن القعقاع والأعمش في رواية هارون، وعبد الطاغوت مبنيا للمفعول، كضرب زيد.
وقرآ عبد اللّه في رواية: وعبدت الطاغوت مبنيا للمفعول، كضربت المرأة. فهذه ست قراءات بالفعل الماضي، وإعرابها واضح.
وقرأ ابن عباس في رواية، وجماعة، ومجاهد، وابن وثاب: وعبد الطاغوت جمع عبد، كرهن ورهن. وقال ثعلب: جمع عابد كشارف وشرف. --البحر المحيط فى التفسير، ج۴، ص۳۰۷--
وقرآ الأعمش وغيره: وعبد الطاغوت جمع عابد، كضارب وضرب. وقرأ بعض البصريين: وعباد الطاغوت جمع عابد كقائم وقيام، أو جمع عبد. أنشد سيبويه:
أ توعدني بقومك يا ابن حجل/ أشابات يخالون العبادا
وسمى عرب الحيرة من العراق لدخولهم في طاعة كسرى: عبادا. وقرأ ابن عباس في رواية: وعبيد الطاغوت جمع عبيد، نحو كلب وكليب. وقرأ عبيد بن عمير: وأعبد الطاغوت جمع عبد كفلس وأفلس. وقرأ ابن عباس وابن أبي عبلة: وعبد الطاغوت يريد وعبدة جمع عابد، كفاجر وفجرة، وحذف التاء للإضافة، أو اسم جمع كخادم وخدم، وغائب وغيب. وقرئ: وعبدة الطاغوت بالتاء نحو فاجر وفجرة، فهذه ثمان قراءات بالجمع المنصوب عطفا على القردة والخنازير مضافا إلى الطاغوت. وقرئ وعابدي. وقرأ ابن عباس في رواية: وعابدوا. وقرأ عون العقيلي: وعابد، وتأولها أبو عمرو على أنها عابد. وهذان جمعا سلامة أضيفا إلى الطاغوت، فبالتاء عطفا على القردة والخنازير، وبالواو عطفا على من لعنه اللّه أو على إضمارهم. ويحتمل قراءة عون أن يكون عابد مفردا اسم جنس. وقرأ أبو عبيدة: وعابد على وزن ضارب مضافا إلى لفظ الشيطان، بدل الطاغوت. وقرأ الحسن: وعبد الطاغوت على وزن كلب. وقرأ عبد اللّه في رواية: وعبد على وزن حطم، وهو بناء مبالغة. وقرأ ابن وثاب والأعمش وحمزة: وعبد على وزن يقظ وندس، فهذه أربع قراءات بالمفرد المراد به الجنس أضيفت إلى الطاغوت. وفي القراءة الأخيرة منها خلاف بين العلماء. قال نصير النحوي صاحب الكسائي وهو وهم ممن قرأ به، وليسأل عنه العلماء حتى نعلم أنه جائز. --البحر المحيط فى التفسير، ج۴، ص۳۰۸--
وقرآ ابن عباس فيما روى عنه عكرمة: وعبد الطاغوت جمع عابد كضارب وضرب، ونصب الطاغوت أراد عبدا منونا فحذف التنوين لالتقاء الساكنين كما قال: ولا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا فهذه إحدى وعشرون قراءة بقراءة بريد، تكون اثنين وعشرين قراءة. --البحر المحيط فى التفسير، ج۴، ص۳۰۹--

حجّت
وقرآ جمهور السبعة: وعبد الطاغوت. وقرأ أبيّ: وعبدوا الطاغوت. وقرأ الحسن في رواية: وعبد الطاغوت بإسكان الباء. وخرجه ابن عطية: على أنه أراد وعبدا منوّنا فحذف التنوين كما حذف في قوله: ولا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ولا وجه لهذا التخريج، لأن عبدا لا يمكن أن ينصب الطاغوت، إذ ليس بمصدر ولا اسم فاعل، والتخريج الصحيح أن يكون تخفيفا من عبد بفتحها كقولهم: في سلف سلف. وقرأ ابن مسعود في رواية: عبد بضم الباء نحو شرف الرجل أي: صار له عبد كالخلق والأمر المعتاد قاله: ابن عطية: وقال الزمخشري: أي صار معبودا من دون اللّه كقولك: أمر إذا صار أميرا انتهى. وقرأ النخعيّ وابن القعقاع والأعمش في رواية هارون، وعبد الطاغوت مبنيا للمفعول، كضرب زيد.
وقرآ عبد اللّه في رواية: وعبدت الطاغوت مبنيا للمفعول، كضربت المرأة. فهذه ست قراءات بالفعل الماضي، وإعرابها واضح. والظاهر أنّ هذا المفعول معطوف على صلة من وصلت بلعنه، وغضب، وجعل، وعبد، والمبني للمفعول ضعفه الطبري وهو يتجه على حذف الرابط أي: وعبد الطاغوت فيهم أو بينهم. ويحتمل أن يكون وعبد ليس داخلا في الصلة، لكنه على تقدير من، وقد قرأ بها مظهرة عبد اللّه قرأ، ومن عبد فإما عطفا على القردة والخنازير، وإما عطفا على من في قوله: من لعنه اللّه. وقرأ أبو واقد الأعرابي: وعباد الطاغوت جمع عابد، كضرّاب زيد. وقرأ ابن عباس في رواية، وجماعة، ومجاهد، وابن وثاب: وعبد الطاغوت جمع عبد، كرهن ورهن. وقال ثعلب: جمع عابد كشارف وشرف. --البحر المحيط فى التفسير، ج۴، ص۳۰۷--