آية قرأ ابن كثير، وعامر، ونافع يقول بلا واو. الباقون بالواو، وكلهم قرأ بضم اللام إلا أبا عمرو، فانه فتحها. من نصب اللام فالمعنى عسى أن يقول، ومن رفعه فعلى الاستئناف. --التبيان في تفسير القرآن، ج۳، ص۵۵۳--
حجّت
فان قيل كيف يجوز النصب ولا يجوز أن يقول الذين آمنوا؟ قيل: قال أبو علي الفارسي يحتمل ذلك أمرين غير هذا:
أحدهما- أن يحمل على المعنى، لأنه إذا قال عسى اللَّه أن يأتي بالفتح وكأنه قال عسى أن يأتي اللَّه بالفتح، وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا كما قال فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ كأنه قال: أصدق وأكن، وقد جاء مثله نحو قوله وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وقال عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا.
ووجه آخر وهو: أن يبدل (أن يأتي) من اسم اللَّه اسم كما أبدلت (أن) من الضمير الذي في قوله وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَه فإذا أبدلته فكأنك قلت عسى أن يأتي اللَّه بالفتح، ويقول الذين آمنوا. وأما من رفع فلانه عطف جملة على جملة، ولم يجعلها عاطفة على مفرد. ويقوى الرفع قراءة من قرأ بلا واو وأما إسقاط الواو وإثباتها فجميعاً حسنان: أما الحذف فلان في الجملة المعطوفة ذكراً في المعطوف عليها وذلك أن من وصف بقوله يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ الى قوله نادمين هم الذين قال فيهم أَ هؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فلما صار في كل واحدة من الجملتين ذكر فيما تقدم من الأخرى حسن عطفها بالواو وبغير الواو، كما أن قول سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ لما كان في كل واحدة من الجملتين ذكر ما تقدم اكتفى بذلك عن الواو. ويدل على حسن اثبات الواو قوله وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ. --التبيان في تفسير القرآن، ج۳، ص۵۵۳--
قرأ ابن عامر وابن كثير ونافع يقول بلا واو والباقون بالواو وكلهم قرأ بضم اللام إلا أبا عمرو فإنه فتحها. --مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۳، ص۳۱۷--
حجّت
من حذف الواو من قوله وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا فلأن في الجملة المعطوفة ذكرا من المعطوف عليها وذلك إن من وصف بقوله يُسارِعُونَ إلى قوله نادِمِينَ هم الذين قال فيهم الَّذِينَ آمَنُوا أَ هؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ فلما صار في كل واحدة من الجملتين ذكر من الأخرى حسن عطفها بالواو وبغير الواو كما أن قوله سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ لما كان في كل واحدة من الجملتين ذكر مما تقدم اكتفي بذلك عن الواو لأنهما بالذكر وملابسة بعضهما ببعض قد ترتبط إحداهما بالأخرى كما ترتبط بحرف العطف ويدلك على حسن دخول الواو قوله تعالى وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ فحذف الواو من وَيَقُولُ كحذفها في هذه الآية وإلحاقها كإلحاقها فيها والوجه في قراءة أبي عمرو ويقول بالنصب أن يحمله على أن تكون أَنْ يَأْتِيَ بدلا من اسم الله كما كان أَنْ أَذْكُرَهُ بدلا من الهاء في أَنْسانِيهُ من قوله وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ثم يكون وَيَقُولُ منصوبا عطفا على ذلك فكأنه قال عسى أن يأتي الله بالفتح وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا ومن رفع فحجته أن يعطف جملة على جملة لا مفردا على مفرد. --مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۳، ص۳۱۷--
قرئ بالنصب عطفاً على أن يأتى، وبالرفع على أنه كلام مبتدأ، أى: ويقول الذين آمنوا في ذلك الوقت: وقرئ: يقول، بغير واو، وهي في مصاحف مكة والمدينة والشأم كذلك على أنه جواب قائل يقول: فما ذا يقول المؤمنون حينئذ؟ فقيل: يقول الذين آمنوا أ هؤلاء الذين أقسموا. --الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج۱، ص۶۴۳--
قرأ الابنان ونافع: بغير واو، كأنه جواب قائل ما يقول المؤمنون حينئذ. فقيل: يقول الذين آمنوا، وكذا هي في مصاحف أهل مكة والمدينة. وقرأ الباقون: بالواو، ونصب اللام أبو عمرو، ورفعها الكوفيون. --البحر المحيط فى التفسير، ج۴، ص۲۹۴--
حجّت
وروى علي بن نصر عن أبي عمر: والرفع والنصب، وقالوا: وهي في مصاحف الكوفة وأهل المشرق. والواو عاطفة جملة على جملة، هذا إذا رفع اللام. --البحر المحيط فى التفسير، ج۴، ص۲۹۴--
وأما قراءة ويقول بالنصب، فوجهت على أنّ هذا القول لم يكن إلا عند الفتح. --البحر المحيط فى التفسير، ج۴، ص۲۹۵--