وقرأ نافع وحده إني أخلق بكسر الهمزة. الباقون بفتحها. --التبيان في تفسير القرآن، ج۲، ص۴۶۷--
وقرأ نافع إني أخلق بكسر الألف والباقون أَنِّي بالفتح. --مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۲، ص۷۵۱--
حجّت
ومن فتح أَنِّي أَخْلُقُ جعلها بدلا من آية كأنه قال وجئتكم بأني أخلق لكم ومن كسر احتمل وجهين (أحدهما) الاستئناف وقطع الكلام مما قبله (و الآخر) أنه فسر الآية بقوله أَنِّي أَخْلُقُ كما فسر الوعد في قوله وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بقوله لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وفسر المثل في قوله كَمَثَلِ آدَمَ بقوله خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ وهذا الوجه أحسن لأنه في المعنى كمن فتح وأبدل من آية. --مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۲، ص۷۵۱--
قرأ الجمهور: أني أخلق، بفتح الهمزة على أن يكون بدلا من: آية، فيكون في موضع جر، أو بدلا من قوله: أني قد جئتكم، فيكون في موضع نصب أو جر على الخلاف، أو على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هي، أي: الآية أني أخلق، فيكون في موضع رفع. وقرأ نافع بالكسر على الاستئناف، أو على إضمار القول، أو على التفسير للآية. --البحر المحيط فى التفسير، ج۳، ص۱۶۳--
حجّت
كما فسر المثل في قوله: كَمَثَلِ آدَمَ بقوله: خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ومعنى: أخلق: أقدّر وأهيء، والخلق يكون بمعنى الإنشاء وإبراز العين من العدم الصرف إلى الوجود. وهذا لا يكون إلّا للّه تعالى. ويكون بمعنى: التقدير والتصوير، ولذلك يسمون صانع الأديم ونحوه: الخالق، لأنه يقدّر، وأصله في الإجرام، وقد نقلوه إلى المعاني قال تعالى وتَخْلُقُونَ إِفْكاً ومما جاء الخلق فيه بمعنى التقدير قوله تعالى: فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ أي المقدّرين. وقال الشاعر:
ولأنت تفري ما خلقت/ وبعض القوم يخلق ثم لا يفري. --البحر المحيط فى التفسير، ج۳، ص۱۶۳--
وَاخْتلفُوا فِي الْمَدّ للهمز. فَقَالَ أَحْمد بن يزِيد عَن قالون عَن نَافِع إِنَّه كَانَ لَا يمد حرفا لحرف وَكَانَ يُمكن الْيَاء الساكنة الَّتِي بعْدهَا همزَة وَقبلهَا كسرة مثل وَفِي أَنفسكُم الذاريات ٢١ وَالْألف الَّتِي بعْدهَا همزَة مثل بِمَا أنزل إِلَيْك وَمَا أنزل من قبلك الْبَقَرَة ٤ وَالْوَاو الساكنة الَّتِي بعْدهَا همزَة وَقبلهَا ضمة مثل قَالُوا آمنا الْبَقَرَة ١٤ وَلَا تَعْتَدوا إِن الله الْبَقَرَة ١٩٠ حَتَّى يتم الْيَاء وَالْوَاو وَالْألف من غير مد. فَإِذا كَانَت الْهمزَة من الْكَلِمَة مثل من السَّمَاء مَاء الْبَقَرَة ٢٢ وجفَاء الرَّعْد ١٧ وغثاء الْمُؤْمِنُونَ ٤١ وسيئت الْملك ٢٢ وَجِيء بالنبيين الزمر ٦٩ ولتنوء بالعصبة الْقَصَص ٧٦ وتبوء بإثمي الْمَائِدَة ٢٩ السوأى أَن الرّوم ١٠ وأَضَاء لَهُم الْبَقَرَة ٢٠ وَمَا أشبه ذَلِك مد الْحُرُوف مدا وسطا بَين الْمَدّ وَالْقصر. وَلَا يهمز همزا شَدِيدا وَلَا يسكت على الْيَاء وَالْألف وَالْوَاو الَّتِي قبل الْهمزَة وَإِذا مدهن يصل الْمَدّ بِالْهَمْز ويمد ويحقق الْقِرَاءَة وَلَا يشدد وَيقرب بَين الْمَمْدُود وَغير الْمَمْدُود وَكَذَلِكَ كَانَ مَذْهَب ابْن كثير وَأبي عَمْرو
وَأما عَاصِم فَلم يرو لنا أَن أحدا قَرَأَ على أبي بكر وَأخذ النَّاس الْقِرَاءَة عَنهُ بعد أبي بكر غير أبي يُوسُف الْأَعْشَى فَذكر أَنه كَانَ يمد مدا وَاحِدًا فِي كل الْحُرُوف لَا يفضل حرفا على حرف فِي مد وَكَانَ مده مشبعا ويسكت بعد الْمَدّ سكتة ثمَّ يهمز. -السبعة فی القرائات، ص۱۳۴--
وَكَانَ حَمْزَة يُمَيّز فِي الْمَدّ بَين الهمزتين المتفقتين المرفوعتين والمفتوحتين والمخفوضتين
وَقَالَ خلف عَن سليم أطول الْمَدّ عِنْد حَمْزَة مَا كَانَ مثل تِلْقَاء أَصْحَاب الْأَعْرَاف ٤٧ وجَاءَ أحدهم الْمُؤْمِنُونَ ٩٩ وَكَذَلِكَ مَا أَتَى من الْهَمْز مَفْتُوحًا وَإِن كَانَ همزَة وَاحِدَة مثل يَا أَيهَا الْبَقَرَة ٢١ قَالَ وَالْمدّ الَّذِي دون ذَلِك خَائِفين الْبَقَرَة ١١٤ وَالْمَلَائِكَة الْبَقَرَة ٣١ ويَا بني إِسْرَائِيل الْبَقَرَة ٤٠ وأقصر الْمَدّ أُولَئِكَ الْبَقَرَة ٥. --السبعة فی القرائات، ص۱۳۵-- ذكر لي ذَلِك الْحسن بن الْعَبَّاس بن أبي مهْرَان الرَّازِيّ قَالَ قَرَأت على أبي مُحَمَّد الْقَاسِم بن أَحْمد الْخياط الْكُوفِي قَالَ وَقَالَ لي قَرَأت على مُحَمَّد بن حبيب الشموني وَقَالَ الشموني قَرَأت على أبي يُوسُف الْأَعْشَى وَقَرَأَ أَبُو يُوسُف على أبي بكر وَأَخْبرنِي الْقَاسِم بن أَحْمد الْخياط فِي كِتَابه إِلَى أَنه قَرَأَ على مُحَمَّد بن حبيب الشموني الْقُرْآن كُله ثمَّ ذكر نَحوا مِمَّا ذكر الْحسن بن الْعَبَّاس عَنهُ. وَقَالَ عبد الله بن صَالح الْعجلِيّ عَن أبي بكر عَن عَاصِم أَنه كَانَ يمد حرفا بِحرف. حَدثنِي أَبُو جَعْفَر بن مُحَمَّد الْفرْيَابِيّ قَالَ حَدثنَا منْجَاب بن الْحَارِث قَالَ حَدثنَا شريك قَالَ كَانَ عَاصِم صَاحب همز وَمد وَقِرَاءَة شَدِيدَة وَحدثنَا الْجمال قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن يزِيد عَن عبد الله بن صَالح بذلك
وَأما الْكسَائي فَإِن مده كُله كَانَ وسطا بَين ذَلِك وَلَا يسكت على الْمَدّ قبل الْهمزَة وَمذهب ابْن عَامر كمذهب الْكسَائي فِي ذَلِك كُله
وَقَالَ سليم قَالَ حَمْزَة إِذا مددت الْحَرْف ثمَّ همزت فالمد يجزىء عَن السكت قبل الْهمزَة
وَقَالَ خَلاد عَن سليم عَن حَمْزَة الْمَدّ كُله وَاحِد. --السبعة فی القرائات، صص۱۳۵-۱۳۶--
قَوْله أَنِّي أخلق لكم من الطين كَهَيئَةِ الطير فأنفخ فِيهِ فَيكون طيرا بِإِذن الله ۴۹
كلهم قَرَأَ أَنِّي أخلق لكم غير نَافِع فَإِنَّهُ قَرَأَ أَنِّي أخلق بِكَسْر الْألف
وَكلهمْ قَرَأَ فَيكون طيرا غير نَافِع فَإِنَّهُ قَرَأَ طَائِر بِإِذن الله هَهُنَا وَفِي الْمَائِدَة ۱۱۰. --السبعة، ص۲۰۶--وَاخْتلفُوا فِي تَحْرِيك الْيَاء الَّتِي تكون اسْما للمتكلم إِذا انْكَسَرَ مَا قبلهَا مثل قَوْله إِنِّي أعلم الْبَقَرَة ٣٠ وعهدي الظَّالِمين الْبَقَرَة ١٢٤ ورَبِّي الَّذِي الْبَقَرَة ٢٥٨. --السبعة فی القرائات، ص۱۵۲--
فَكَانَ أَبُو عَمْرو يفتح يَاء الْإِضَافَة المكسور مَا قبلهَا عِنْد الْألف المهموزة الْمَفْتُوحَة والمكسورة إِذا كَانَت مُتَّصِلَة باسم أَو بِفعل مالم يطلّ الْحَرْف. فالتخفيف مثل إِنِّي أرى الْأَنْفَال ٤٨ وأجري إِلَّا على الله يُونُس ٧٢ والتثقيل مثل وَلَا تفتني أَلا التَّوْبَة ٤٩ ومن أَنْصَارِي إِلَى الله آل عمرَان ٥٢ والصف ١٤ وذروني أقتل غَافِر ٢٦ وفأنظرني إِلَى الْحجر ٣٦ وفاذكروني أذكركم الْبَقَرَة ١٥٢ وسبيلي أَدْعُو يُوسُف ١٠٨ وَبَين إخوتي إِن رَبِّي يُوسُف ١٠٠ وأَرِنِي أنظر الْأَعْرَاف ١٤٣ ويصدقني إِنِّي أَخَاف الْقَصَص ٣٤ وَمَا كَانَ مثله. وَقد بيّنت فِي آخر كل سُورَة مَا حرك فِيهَا ليقرب مأخذه على من لم تكن قِرَاءَته عَادَته. --السبعة فی القرائات، ص۱۵۲--
وَكَانَ ابْن كثير لَا يسْتَمر على قِيَاس وَاحِد كَمَا فعل أَبُو عَمْرو. --السبعة فی القرائات، ص۱۵۳--
وَكَانَ نَافِع يُحَرك يَاء الْإِضَافَة المكسور مَا قبلهَا عِنْد الْألف الْمَكْسُورَة والمفتوحة والمضمومة وَألف الْوَصْل إِلَّا فِي حُرُوف قد ذكرتها لَك. فمما لم يُحَرك ياءه عِنْد ألف الْوَصْل ثَلَاثَة أحرف فِي الْأَعْرَاف إِنِّي اصطفيتك الْآيَة ١٤٤ وَفِي طه أخي اشْدُد بِهِ الْآيَة ٣١ وَفِي الْفرْقَان يَا لَيْتَني اتَّخذت. وروى أَبُو خُلَيْد عَن نَافِع يَا لَيْتَني اتَّخذت محركة مَنْصُوبَة. وَمِمَّا ترك تَحْرِيك يائه عِنْد الْألف المقطوعة الْمُتَّصِلَة بِالْفِعْلِ المجزوم قَوْله فاذكروني أذكركم الْبَقَرَة ١٥٢ ورب فأنظرني إِلَى فِي الْحجر ٣٦ وص ٧٩
وَفِي مَرْيَم ٤٣ فاتبعني أهدك وَفِي النَّمْل ١٩ والأحقاف ١٥ أوزعني أَن وَفِي الْمُؤمن غَافِر ٢٦ ذروني أقتل وادْعُونِي أَسْتَجِب لكم غَافِر ٦٠ وَلَا تفتني أَلا التَّوْبَة ٤٩ وترحمني أكن هود ٤٧ أَرِنِي أنظر الْأَعْرَاف ١٤٣ وردْءًا يصدقني إِنِّي الْقَصَص ٣٤ وآتوني أفرغ الْكَهْف ٩٦. وَقد اخْتلف عَنهُ فِي بعض هَذِه الْحُرُوف وَأَنا أذكرها فِي موَاضعهَا. --السبعة فی القرائات، ص۱۵۳--