قرأ أن الدين بفتح الهمزة الكسائي وحكي ذلك عن ابن مسعود. الباقون بكسرها وقد بينا الوجه فيه. --التبيان في تفسير القرآن، ج۲، ص۴۱۸--
حجّت
و إن الاولى، والثانية تحتمل أربعة أوجه من العربية، فتحهما جميعا وكسرها جميعا، وفتح الاولى وكسر الثانية، وكسر الاولى وفتح الثانية. فمن فتحهما أوقع الشهادة على أن الثانية وحذف حرف الاضافة من الاولى، وتقديره شهد الله أنه لا إله إلا هو وإن الدين عند الله الاسلام وقال أبوعلي الفارسي: يجوز أن يكون نصبها على البدل من شيئين.
أحدهما - من قوله إنه لا إله وتقديره شهد الله إن الدين عند الله الاسلام ويجوز بدل الشئ من الشئ وهوهو.
والثاني - أن يكون بدل الاشتمال، لان الاسلام يشتمل على التوحيد والعدل وغير ذلك. ومن كسرهما اعترض بالاولى للتعظيم لله عزوجل به كما قيل لبيك إن الحمد. وكسر الثانية على الحكاية، لان في معنى شهد معنى قال. وقال المؤرخ: شهد بمعنى قال بلغة قيس عيلان.
الثالث - من فتح الاولى وكسر الثانية - وهو أجودها، وعليه أكثر القراء - أوقع الشهادة على الاولى واستأنف الثانية وهو أحسن الوجوه وأظهرها.
الرابع - من كسر الاولى، فعلى الاعتراض، ثم فتح الثانية بايقاع الشهادة عليها. وهو المروي عن ابن عباس. --التبيان في تفسير القرآن، ج۲، ص۴۱۷--
قرأ الكسائي أن الدين بفتح الألف والباقون بالكسر قال الزجاج. --مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۲، ص۷۱۵--
حجّت
قال أبو علي الوجه الكسر في إن لأن الكلام الذي قبله قد تم ومن فتح أن جعله بدلا والبدل وإن كان في تقدير جملتين فإن العامل لما لم يظهر أشبه الصفة فإذا جعلته بدلا جاز أن تبدله من شيئين (أحدهما) من قوله أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فكان التقدير شهد الله أن الدين عند الله الإسلام فيكون البدل من الضرب الذي الشيء فيه هو هو وإن شئت جعلته من بدل الاشتمال لأن الإسلام يشتمل على التوحيد والعدل وإن شئت جعلته من القسط لأن الدين الذي هو الإسلام قسط وعدل فيكون من البدل الذي الشيء فيه هو هو وقال غيره إن الأولى والثانية يجوز في العربية فتحهما جميعا وكسرهما جميعا وفتح الأولى وكسر الثانية وكسر الأولى وفتح الثانية فمن فتحهما أوقع الشهادة على أن الثانية وحذف الإضافة من الأولى وتقديره شهد الله أنه لا إله إلا هو أن الدين عند الله الإسلام ومن كسرهما اعترض بالأولى على التعظيم لله تعالى به كما قيل لبيك إن الحمد والنعمة لك وكسر الثانية على الحكاية لأن معنى شهد معنى قال قال المؤرج شهد بمعنى قال في لغة قيس عيلان ومن فتح الأولى وكسر الثانية وهو الأجود وعليه أكثر القراء أوقع الشهادة على الأولى واستأنف الثانية ومن كسر الأولى أو فتح الثانية اعترض بالأولى وأوقع الشهادة على الثانية. --مجمع البيان في تفسير القرآن، ج۲، ص۷۱۵--
و قرئ أنه بالفتح، وإِنَّ الدِّينَ بالكسر على أنّ الفعل واقع على أنه بمعنى شهد اللَّه على أنه، أو بأنه. --الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج۱، ص۳۴۴--
وقرئا مفتوحين ( الضمير عائد إلى قوله تعالى: أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وقوله: إِنَّ الدِّينَ)، على أن الثاني بدل من الأوّل، كأنه قيل: شهد اللَّه أن الدين عند اللَّه الإسلام، والبدل هو المبدل منه في المعنى، فكان بيانا صريحاً، لأن دين اللَّه هو التوحيد والعدل. وقرئ الأوّل بالكسر والثاني بالفتح، على أن الفعل واقع على إنّ، وما بينهما اعتراض مؤكد. وهذا أيضا شاهد على أن دين الإسلام هو العدل والتوحيد، فترى القراءات كلها متعاضدة على ذلك. وقرأ عبد اللَّه: أن لا إله إلا هو. وقرأ أبىّ: إن الدين عند اللَّه للإسلام، وهي مقوية لقراءة من فتح الأولى وكسر الثانية. --الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج۱، ص۳۴۵--
قرأ الجمهور: إن، بكسر الهمزة وقرأ ابن عباس، والكسائي، ومحمد بن عيسى الاصبهاني: أن، بالفتح، وتقدّمت قراءة ابن عباس: شهد اللّه إنه، بكسر الهمزة، فأما قراءة الجمهور فعلى الاستئناف، وهي مؤكدة للجملة الأولى. --البحر المحيط في التفسير، ج۳، ص۶۷--
حجّت
وأما قراءة الكسائي ومن وافقه في نصب: أنه، وأن، فقال أبو علي الفارسي: إن شئت جعلته من بدل الشيء من الشيء وهو هو. --البحر المحيط في التفسير، ج۳، ص۶۷--
وأما قراءة ابن عباس فخرج على إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ هو معمول: شهد. --البحر المحيط في التفسير، ج۳، ص۶۸--
والذي خرجت عليه قراءة: أن الدّين، بالفتح هو أن يكون الكلام في موضع المعمول: للحكيم، على إسقاط حرف الجر، أي: بأن، لأن الحكيم فعيل للمبالغة: كالعليم والسميع والخبير. --البحر المحيط فى التفسير، ج۳، ص۶۹--
وأما على قراءة ابن عباس فكذلك نقول، ولا نجعل: أن الدين معمولا: لشهد، كما فهموا، وان: أنه لا إله إلّا هو، اعتراض، وأنه بين المعطوف والحال وبين: أن الدين، اعتراض آخر، أو اعتراضان، بل نقول: معمول: شهد، إنه بالكسر على تخريج من خرج أن شهد، لما كان بمعنى القول كسر ما بعدها إجراء لها مجرى القول، أو نقول: إنه معمولها، وعلقت ولم تدخل اللام في الخبر لأنه منفي بخلاف أن لو كان مثبتا، فإنك تقول: شهدت إن زيدا المنطلق، فيعلق بأن مع وجود اللام لأنه لو لم تكن اللام لفتحت أن فقلت: شهدت أن زيدا منطلق، فمن قرأ بفتح: أنه، فإنه لم ينو التعليق، ومن كسر فإنه نوى التعليق. ولم تدخل اللام في الخبر لأنه منفي كما ذكرنا. --البحر المحيط فى التفسير، ج۳، ص۷۰--
قال ابن عباس التقدير: شهد اللّه أن الدين عند اللّه الإسلام، أنه لا إله إلا هو، ولذلك قرأ إنه، بالكسر: وأن الدين، بالفتح. --البحر المحيط فى التفسير، ج۳، ص۷۸--
قَوْله إِن الدّين عِنْد الله الْإِسْلَام ۱۹ كلهم قَرَأَ إِن الدّين عِنْد الله الْإِسْلَام إِلَّا الْكسَائي فَإِنَّهُ فتح الْألف أَن الدّين عِنْد الله الْإِسْلَام . --السبعة فی القرائات، ص۲۰۲-۲۰۳--