کتاب: مختصر التبیین تعداد صفحات: 1908 پدیدآورندگان: نویسنده: أبو داود سلیمان بن نجاح، تحقیق: أحمد شرشال
/ خاتمة البحث
This is where your will put whatever you like...
نصائح وتوجيهات

لاحظت وأنا بصدد هذا البحث ملاحظات على كتابة المصاحف في ثلاثة مجالات:
الأول: ملاحظات علمية، وهذه فصلت الحديث عنها في مبحث ملاحظات على الكتاب، استدعى ذكرها المقام هناك
(1)

.
الثاني: ملاحظات شكلية، وهي ما يتعلق بالشكل والضبط.
الثالث: ملاحظات فنية، وهي ما يتعلق بأوضاع الحروف وطريقة رسمها، وإليك طرفا منها.
يجب العناية بكتابة المصحف بأحسن الخطوط وأوضحها وأبينها وأن تبين حروفه ولا تدمج، ولا تطمس الميمات وتدغم في اللامات، كما لاحظت ذلك في مواضع كثيرة منها قوله تعالى: «بالواد المقدس»
(2)

، فتبين الميم وتفصل من اللام، ولا تدمج فيه؛ هكذا: «بِالوَادِ المُقَدَّسِ»، ومنها قوله تعالى: و«نمارق مصفوفة»
(3)

فقد لاحظت أن النون معلقة فوق الميم المطموسة الدائرة، وقد سمعت وشاهدت في المسجد النبوي الشريف من يقرأ قوله تعالى: «ونمارق» وغارق، فالنون المعلقة على الميم المدغمة حسبها غينا، فبينت له ذلك، ولم يقتنع إلا بعد طول نظر، وحينئذ- والحالة هذه- يجب فصل الحروف بعضها عن بعض، ويجب رسم الميم دارة صغيرة دون طمس.
ومنها قوله تعالى: «وعدسها»
(1)

، وقوله تعالى: «كانوا أنفسهم»
(2)

فحرف السين في هاتين الكلمتين وغيرهما جاء مرسوما بسنتين اثنتين، والواجب رسمه بثلاث سنات كما هو معروف في هجاء اللغة العربية، فيجب أن ترسم الحروف على هيئتها المعروفة في الهجاء، ولا يدخلها استحسان، لأن المبتدئ لا يعرف الميم إلا دارة، ولا يعرف السين إلا بثلاث سنات
(3)

، ويجب عند كتابة المصاحف وضع اعتبار المبتدئين وصغار المتعلمين لا المنتهين.
ومما يجب أن يراعيه ناسخ المصحف أن يقرّب علامة الحركة والسكون من الحرف، لأن شأن العلامة أن تكون فوق المعلّم بها، وأن يدنيها من الحرف. وأخبرني من أثق به أنه وجد من يقرأ قوله تعالى: «وَأَهدِيَكَ»
(4)

بمد الدال والياء الساكنة؛ لأن فتحة الياء وضعت بعيدة، فأوجب ذلك لهذا القارئ لحنا. وكذا لاحظت في قوله تعالى: «قَد جِئتُكُم»
(5)

أن الهمزة لم توضع فوق صورتها وهي الياء، وهذا غلط، فإنه ينبغي أن توضع الهمزة فوق صورتها الياء.
ثم إن الهاء جاء رسمها في بعض المصاحف هكذا: «فيها»، ولكن المعروف في هجاء المصاحف أن ترسم هكذا: «فيها»، وكذلك الكاف ينبغي أن يكون على الشكل التالي: «كذلك»، ولا يلجأ إلى هذا الشكل: «ذلك».
از 1908