کتاب: مختصر التبیین تعداد صفحات: 1908 پدیدآورندگان: نویسنده: أبو داود سلیمان بن نجاح، تحقیق: أحمد شرشال
/ والخامس: المصحف الكوفي:
This is where your will put whatever you like...
وحينئذ وجه الأئمة عنايتهم إلى رسم المصاحف وإقامتها على نحو ما جاء في المصحف الإمام الذي وجه إليهم، فقامت المصاحف المنسوخة من الأمهات مقام الأصول.
فروى الأئمة عن المصاحف العثمانية أصولا وفروعا طريقة رسم هجاء الكلمات، وما أن وصلت تلك الرواية إلى عصر انتشار تدوين العلوم، حتى سارع علماء القراءات إلى تسجيل تلك الروايات في كتب، كانت أساسا لحفظ صور هجاء المصاحف، كما فعل ذلك نافع بن أبي نعيم (ت 169 هـ)، والغازي بن قيس (ت 199 هـ)، والمؤلف أبو داود (ت 496 هـ) في مختصر التبيين لهجاء التنزيل.
وإلى كل ذلك أشار أبو عبد الله الخراز (ت 718 هـ) في نظمه:
ووضع الناس عليه كتبا كل يبين عنه كيف كتبا
(1)

مصادر التأليف في الرسم العثماني:

وإذا تأملنا مصادر هجاء المصاحف، نجد أنها تنحصر في ثلاثة أنواع على الترتيب.
أولها المصاحف المنسوخة من الأمهات:

وهي النواة الأولى التي عليها مدار التأليف في الهجاء، فأخذ علماء الرسم مادتهم منها، ونقلوا منها وصف هجاء الكلمات القرآنية.
والنوع الثاني: الرواية:

دوّن علماء الرسم ما رأوه في مصاحف بلدهم أو في مصاحف مصر من الأمصار، فوصفوا هجاءها وتناقل العلماء هذه الروايات تبعا لرواية القراءة.
والنوع الثالث: الكتب المؤلفة في الرسم

بعد عصر التدوين من باب الحرص على كتاب الله، فحفظت لنا هذه المؤلفات صور الكلمات القرآنية ووصف هجائها، وبخاصة تلك التي تميزت بزيادة أو نقص أو بدل، أو حذف أو إثبات.
ولسوف نتابع الكلام على الأنواع الثلاثة إن شاء الله.
أولا: المصاحف:

وقد ظلت المصاحف الأمهات المادة الأولى إلى جانب روايات الأئمة للتأليف في الرسم، فكان العلماء يحملون روايات الرسم ويضيفون إليها ما رأوه في مصاحف أهل بلدهم، أو ربما صححوا بعض الروايات على ما جاء في المصاحف العُتُق القديمة فيعاضدون الرواية بما تأملوه في المصاحف العتيقة، وقد لاحظت ذلك عند عاصم الجحدري (ت 128 هـ) ويحيى بن الحارث الذماري (ت 145 هـ) وأبي عبيد القاسم (ت 224 هـ)، وأبي حاتم سهل بن محمد (ت 255 هـ) وأبي عمرو الداني (ت 444 هـ)
(1)

وأبي داود سليمان بن نجاح (ت 496 هـ) وغيرهم
(2)

. فكان هؤلاء إذا عدموا الرواية أو وجدوا خلافا رجعوا إلى المصاحف الأمهات المظنون بها الصحة.
از 1908