کتاب: مختصر التبیین تعداد صفحات: 1908 پدیدآورندگان: نویسنده: أبو داود سلیمان بن نجاح، تحقیق: أحمد شرشال
/ الفصل الأول ظهور علم هجاء المصاحف وتطور التأليف فيه
This is where your will put whatever you like...
تعريف رسم المصاحف العثمانی

عرفت اللغة العربية عددا كبيرا من الكلمات الدالة على مرسوم الخط منها: «الكتاب» و «الهجاء» و «الخط» و «الرسم»، وتطور استعمال هذه الكلمات عبر القرون.
فأولها استخداما «الكتاب» الذي هو أحد مصادر «كتب»
(1)

، استخدم علما على الكتابة والرسم، وقد استعمل هذا المصطلح للتعبير عن معنى الكتابة من المتقدمين مثل نافع بن أبي نعيم ت 169 هـ، ويحيى بن زياد الفراء ت 207 هـ، وأبي عبيد القاسم بن سلام ت 224 هـ، وأبي بكر محمد ابن يحيى الصولي ت 336 هـ، وعبدالله بن درستويه ت 347 هـ، وغيرهم، فكان هؤلاء يكثرون من استعمال «الكتاب» في معنى الرسم والكتابة
(2)

.
والدليل على استخدامهم «الكتاب» في معنى الرسم والكتابة ما رواه الخطيب البغدادي ت 462 هـ بسنده عن إبراهيم النخعي والأعمش، قال:
«كانوا يكرهون كتاب الحديث»
(3)

.
ومن أكثر الكلمات استعمالا، وأكثرها استخداما بعد: «الكتاب» في القرون المتقدمة كلمة: «الهجاء»، ومن يستقرئ الكتب المؤلفة في الرسم والخط لدى المتقدمين يجد أن غالب تسمية كتبهم تحمل هذا الاسم وتَعَنوَنَ به كما يظهر ذلك جليا عند ذكر مؤلفات هجاء المصاحف
(1)

.
وذكر علماء اللغة لمادة «الهجاء» معنيين:
الأول: يدل على الذم، وتعديد العيوب؛ كأن يهجو الشاعر شاعرا آخر، فيعدد معايبه، وهو خلاف المديح
(2)

.
والثاني: هجاء الحروف، وتقطيع اللفظة بحروفها، وهو تعلم هجاء الحروف يُهَجِّيها ...، ويتهجاها، أو التلفظ بأسماء الحروف، لا مسمياتها، وتعداد حروف الكلمة المكتوبة
(3)

.
والمراد به بيان كيفية رسم الألفاظ اللغوية، وهو المقصود هنا.
ومما يلاحظ أن معظم المصادر الأولى التي ألفت في موضوع الخط والكتابة كانت تعرف بكتب الهجاء، أو هجاء المصاحف، ثم ظهر مصطلح الخط، فصار يطلق على الكتابة بعامة، وقد ألف السيوطي رسالة في علم الخط
(4)

. وقد يقيد بالمصحف، فيقال: خط المصحف، فتخصص بالإضافة.
از 1908