بوصل الباء الجارة وبیاءین في الآخر فلم تحذف إحداهما ولم ترسم الثانیة ألفا اتباعا للامام. قال الداني: فأما قوله یحیی إذا كان اسما نحو قوله یحیی وعیسی وبیحیی خذ الكتاب وبغلام اسمه یحیی وشبهه من لفظه فإنّ ذلك مرسوم بالیاء علی الإمالة یعني لم تحذف منه إحدی الیاءین كما في یُحیِی مضارعاً من الإحیاء ولم ترسم الثانیة ألفا كما في الدنیا، وتبعه الشاطبي، وقال السیوطي: إلا «یحیی» اسما أو فعلا، یعني تكتب فیه الألف المنقلبة عن الیاء یاء إلا ما كان قبلها یاء كـ«الدنیا» إلا «یحیی» اسما أو فعلا فتكتب بالیاء ولا تكره اجتماعهما خطا، فالتوجیه بأنه رسم بالیاء فرقا بینه عَلَما وبینه فعلا وصفة ینتقض بقوله تعالی: یحیی من حَّی عن بینة فإنه فعل ورسم بالیاء وبقوله «الدنیا» فإنه علم رسم بالألف، اللّهم إلا أن یقال: إنما كتب «یحیی» فعلا بالیاء لمشابهته بـ«یحیی» علما والدنیا صفة لا علم والأصل في رسم المصحف الاتباع. --نثر المرجان، ج۱، ص۴۱۹--