قرأ أبو جعفر وعاصم في رواية الأعشى عن أبي بكر بترك كل همزة ساكنة مثل يُؤْمِنُونَ ويَأْكُلُونَ ويُؤْتُونَ وبِئْسَ ونحوها ويتركان كثيرا من المتحركة مثل يُؤَدِّهِ ولا يُؤاخِذُكُمُ ويُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ ومذهب أبي جعفر فيه تفصيل يطول ذكره وأما أبو عمرو فيترك كل همزة ساكنة إلا أن يكون سكونها علامة للجزم مثل ننسئها وتَسُؤْكُمْ ويُهَيِّئْ لَكُمْ ومَنْ يَشَأِ ويُنَبِّئُهُمُ واقْرَأْ كِتابَكَ ونحوها فإنه لا يترك الهمزة فيها وروي عنه الهمزة أيضا في الساكنة وأما نافع فيترك كل همزة ساكنة ومتحركة إذا كانت فاء من الفعل نحو يُؤْمِنُونَ ولا يُؤاخِذُكُمُ واختلفت قراءة الكسائي وحمزة ولكل واحد منهم مذهب فيه يطول ذكره فالهمز على الأصل وتركه للتخفيف. (انظر: البقره، ۳)
ويدل على هذا الوجه قراءة ابن مسعود وابن عباس يخوفكم أولياءه، إذ ظهر فيها أن المحذوف هو المفعول الأوّل. وقرأ أبيّ والنخعي: يخوفكم بأوليائه، فيجوز أن تكون الباء زائدة مثلها في يقرأن بالسور، ويكون المفعول الثاني هو بأوليائه، أي: أولياءه، كقراءة الجمهور. ويجوز أن تكون الباء للسبب، ويكون مفعول يخوّف الثاني محذوفا أي: يخوّفكم الشرّ بأوليائه، فيكونون آلة للتخويف. وقد حمل بعض المعربين قراءة الجمهور يخوف أولياءه على أن التقدير: بأوليائه، فيكون إذ ذاك قد حذف مفعولا يخوف لدلالة، المعنى على الحذف، والتقدير: يخوفكم الشرّ بأوليائه، وهذا بعيد. --البحر المحيط فى التفسير، ج۳، ص۴۴۰--