Word: لِما Sura: آل عمران Verse: 81
لِما Compare
البحر المحيط في التفسير

وقرأ جمهو ر السبعة: لما، بفتح اللام وتخفيف الميم. وقرأ حمزة: لما، بكسر اللام. وقرأ سعيد بن جبير، والحسن: لما، بتشديد الميم. --البحر المحيط فى التفسير، ج۳، ص۲۳۷--

حجّت
فأما توجيه قراءة الجمهور ففيه أربعة أقوال. أحدها: أن: ما، شرطية منصوبة على المفعول بالفعل بعدها، واللام قبلها موطئة لمجي‏ء: ما، بعدها جوابا للقسم، وهو أخذ اللّه ميثاق. و: من، في قوله: من كتاب، كهي، في قوله: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ والفعل بعد: ما، ماض معناه الاستقبال لتقدم، ما، الشرطية عليه. وقوله: ثم جاءكم، معطوف على الفعل بعد: ما، فهو في حيز الشرط، ويلزم أن يكون في قوله: ثم جاءكم، رابط يربطها بما عطفت عليه، لأن: جاءكم، معطوف على الفعل بعد: ما، و: لتؤمنن به، جواب لقوله‏ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ‏ ونظيره من الكلام في التركيب: أقسم لأيهم صحبت، ثم أحسن إليه رجل تميمي لأحسنن إليه، تريد لأحسنن إلى الرجل التميمي. فلأحسنن جواب القسم، وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه، وكذلك في الآية جواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه، والضمير في: به، عائد على: رسول، وهذا القول، وهو أن: ما، شرطية هو قول الكسائي. --البحر المحيط فى التفسير، ج۳، ص۲۳۷--
القول الرابع: قاله ابن ابی اسحاق، وهو: أن یکون: لما، تخفیف لما، والتقدیر: حین آتیناکم، ویأتی توجیه قراءة التشدید. وأمّا توجيه قراءة حمزة: فاللام هي للتعليل، و: ما، موصولة: بآتيناكم، والعائد محذوف‏.--البحر المحيط فى التفسير، ج۳، ص۲۳۹--
وأجاز الزمخشري، في قراءة حمزة، أن تكون: ما، مصدرية، وبدأ به في توجيه هذه القراءة، قال: ومعناه لأجل إيتائي إياكم بعض الكتاب والحكمة، ثم لمجي‏ء رسول مصدّق لما معكم لتؤمنن به، على أن: ما، مصدرية، والفعلان معها أعني: آتيناكم وجاءكم، في معنى المصدرين، واللام داخلة للتعليل على معنى: أخذ اللّه ميثاقهم ليؤمنن بالرسول ولينصرنه لأجل أن آتيتكم الحكمة، وأن الرسول الذي أمرتكم بالإيمان به ونصرته موافق لكم غير مخالف. انتهى كلامه‏. وذكر السجاوندي، عن صاحب النظم: أن هذه اللام في قراءة حمزة هي بمعنى: بعد، كقول النابغة:
توهمت آيات لها فعرفتها/ لستة أعوام وذا العام سابع‏
فعلى ذا لا تكون اللام في: لما، للتعليل.
وأمّا توجيه قراءة سعيد بن جبير، والحسن: لما، فقال أبوإسحاق: أي لما آتاكم الكتاب والحكمة أخذ الميثاق، وتكون: لما، تؤول إلى الجزاء كما تقول: لما جئتني أكرمتك. انتهى كلامه. --البحر المحيط فى التفسير، ج۳، ص۲۴۰--
وظاهر كلامه أن: من، في قوله: لمن ما، زائدة في الواجب على مذهب الأخفش، وقد ذكر هذا التقدير في توجيه قراءة: لما، بالتشديد الزمخشري ولم ينسبه إلى أحد، فقال: وقيل أصله: لمن ما، فاستثقلوا اجتماع ثلاث ميمات وهي: الميمان والنون المنقلبة ميما بإدغامها في الميم، فحذفوا إحداها، فصارت: لما، ومعناه: لمن أجل ما آتيناكم لتؤمنن به، وهذا نحو من قراءة حمزة في المعنى. انتهى كلامه. وهو مخالف لكلام ابن جني في: من، المقدّر دخولها على: ما، فإن ظاهر كلام ابن جني أنها زائدة، وظاهر كلام الزمخشري أنها ليست بزائدة، لأنه جعلها للتعليل. وفي قول الزمخشري: فحذفوا إحداهما، إبهام في المحذوف، وقد عينها ابن جني: بأن المحذوفة هي الأولى، وهذا التوجيه في قراءة التشديد في غاية البعد، وينزه كلام‏ العرب أن يأتي فيه مثله، فكيف كلام اللّه تعالى؟ وكان ابن جني كثير التمحل في كلام العرب. ويلزم في: لما، على ما قرره الزمخشري أن تكون اللام في: لمن ما آتيناكم، زائدة، ولا تكون اللام الموطئة، لأن اللام الموطئة إنما تدخل على أدوات الشرط لا على حرف الجر، لوقلت: أقسم باللّه لمن أجلك لأضربن عمرا، لم يجز، وإنما سميت موطئة لأنها توطئ ما يصلح أن يكون جوابا للشرط للقسم، فيصير جواب الشرط إذ ذاك محذوفا لدلالة جواب القسم عليه. --البحر المحيط فى التفسير، ج‏۳، ص: ۲۴۲--