Word: يُؤتيهِ Sura: آل عمران Verse: 73
يُؤتيهِ Compare
كتاب مجمع البيان لعلوم القرآن

قرأ أبو جعفر وعاصم في رواية الأعشى عن أبي بكر بترك كل همزة ساكنة مثل‏ يُؤْمِنُونَ‏ ويَأْكُلُونَ ويُؤْتُونَ وبِئْسَ‏ ونحوها ويتركان كثيرا من المتحركة مثل‏ يُؤَدِّهِ‏ ولا يُؤاخِذُكُمُ ويُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ‏ ومذهب أبي جعفر فيه تفصيل يطول ذكره وأما أبو عمرو فيترك كل همزة ساكنة إلا أن يكون سكونها علامة للجزم مثل ننسئها وتَسُؤْكُمْ ويُهَيِّئْ لَكُمْ‏ ومَنْ يَشَأِ ويُنَبِّئُهُمُ واقْرَأْ كِتابَكَ‏ ونحوها فإنه لا يترك الهمزة فيها وروي عنه الهمزة أيضا في الساكنة وأما نافع فيترك كل همزة ساكنة ومتحركة إذا كانت فاء من الفعل نحو يُؤْمِنُونَ ولا يُؤاخِذُكُمُ‏ واختلفت قراءة الكسائي وحمزة ولكل واحد منهم مذهب فيه يطول ذكره فالهمز على الأصل وتركه للتخفيف. (انظر: البقره، ۳)

كتاب السبعة في القراءات

قرأ نافع فيه هدى  وعليه إنه (البقرة ۳۷)  وما أنسانيه إلا (الكهف ۶۳) وما أشبه ذلك إذا كان قبل الهاء ياء ساكنة حركها حركة مختلسة من غير أن يبلغ بها الياء. وإذا كان قبلها واو ساكنة مثل ندعوه إنه (الطور ۲۸) أو ألف مثل اجتبه وهديه (النحل ۱۲۱) ضم الهاء ضما من غير أن يبلغ بالضمة الواو. وإذا كان قبل الهاء حرف غير الياء والواو والألف وهو ساكن حرك الهاء أيضا حركة خفيفة من غير بلوغ واو مثل منه  وعنه إلا قوله وأشركه في أمري (طه ۳۲) فإن المسيبي روى عنه الصلة بالواو في هذا الحرف وحده. وروى ابن سعدان عن المسيبي عن نافع أنه كان يصل الهاء من عليه بياء في مثل قوله كتب عليه أنه من تولاه (الحج۴) وكذلك روى الكسائي عن إسماعيل ابن جعفر عن نافع في قوله عليه أنه كان يصل الهاء بياء في كل القرآن. فإن كان ما قبل الهاء متحركا وكانت الحركة كسرة كسر الهاء ووصلها ياء كقوله و أمه  وصحبته (عبس ۳۵  و۳۶)  وكتبه  ورسله (البقرة ۲۸۵) وما أشبه ذلك. وإذا كانت الحركة قبل الهاء ضمة ضمها ووصل الهاء بواو مثل قوله فإن الله يعلمه (البقرة ۲۷۰)  وفهو يخلفه وهو خير الرازقين (سبأ ۳۹) وكذلك إن كانت الحركة قبل الهاء فتحة مثل قوله خلقه فقدره يسره فأقبره . . أنشره . . أمره (عبس نهايات الآيات ۱۸ - ۲۳) وما أشبه ذلك يصل ذلك كله بواو ويقف بغير واو . وأما الهاء المتصلة بالفعل المجزوم مثل قوله يؤده إليك (آل عمران ۷۵)  ونوله ما تولى ونصله جهنم (النساء ۱۱۵)  وأرجه وأخاه (الأعراف ۱۱۱) ويتقه فأولئك (النور ۵۲)  وفألقه إليهم (النمل ۲۸) و يرضه لكم (الزمر ۷)  وخيرا يره . . وشرا يره (الزلزلة ۷  و۸) فيأتي في موضعه من آل عمران إن شاء الله وكذلك مذهب أبي عمرو وعاصم إلا في قوله وما أنسنيه (الكهف ۶۳) فإن أبا بكر بن عياش وحفصا اختلفا فيه عن عاصم فروى أبو بكر عن عاصم وما أنسنيه بكسر الهاء من غير بلوغ ياء. ومثله بما عهد عليه الله (الفتح ۱۰)  ويخلد فيه مهانا (الفرقان ۶۹) وروى حفص عن عاصم أنسنيه إلا بضم الهاء من غير بلوغ واو وكذلك عليه الله فضم حفص الهاء في هذا الموضع وكسرها أبو بكر في سائر القرآن. وأما قوله ويخلد فيه مهانا فإن حفصا روى عن عاصم أنه وصل الهاء بياء وحذفها أبو بكر عن عاصم. وهو مذهب أبي عمرو وحمزة والكسائي وابن عامر. وأما ابن كثير فكان يصل الهاء في ذلك كله كان قبلها ياء أو واو أو ألف أو حرف ساكن أو متحرك فيقول فيه هدى  وإليه  وعليه  ولديه  واجتبه  وهديه  وما أنسنيه إلا  ومنه  وعنه وكل ما كان مثله في القرآن كله --السبعة، صص۱۳۰-۱۳۲--كَانَ نَافِع وَابْن كثير وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ يهمزون يُؤمنُونَ وَمَا أشبه ذَلِك مثل يَأْكُلُون الْبَقَرَة ١٧٤ ويأمرون آل عمرَان ٢١ ويُؤْتونَ الْمَائِدَة ٥٥ سَاكِنة كَانَت الْهمزَة أَو متحركة مثل ويؤخركم إِبْرَاهِيم ١٠ ويؤده آل عمرَان ٧٥ إِلَّا أَن حَمْزَة كَانَ يسْتَحبّ ترك الْهَمْز فِي الْقُرْآن كُله إِذا أَرَادَ أَن يقف وَالْبَاقُونَ يقفون بِالْهَمْز كَمَا يصلونَ.
وروى ورش عَن نَافِع ترك الْهَمْز السَّاكِن فِي مثل يُؤمنُونَ وَمَا أشبه ذَلِك وَكَذَلِكَ المتحرك مثل ويؤخركم ولَا يُؤَاخِذكُم الْبَقَرَة ٢٢٥ ويؤده وَمَا كَانَ مثله.
وَأما أَبُو عَمْرو فَكَانَ إِذا أدرج الْقِرَاءَة أَو قَرَأَ فِي الصَّلَاة لم يهمز كل همزَة سَاكِنة مثل يومنون ويومن الْبَقَرَة ٢٣٢ وياخذون الْأَعْرَاف ١٦٩ وَمَا أشبه ذَلِك وَقَالَ أَبُو شُعَيْب السُّوسِي عَن اليزيدي عَن أبي عَمْرو إِنَّه كَانَ إِذا قَرَأَ فِي الصَّلَاة لم يهمز كل همزَة سَاكِنة إِلَّا أَنه كَانَ يهمز حروفا من السواكن بِأَعْيَانِهَا أذكرها فِي موَاضعهَا إِذا مَرَرْت بهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وَإِذا كَانَ سُكُون الْهمزَة عَلامَة للجزم لم يتْرك همزها مثل أَو ننسأها الْبَقَرَة ١٠٦ وتَسُؤْكُمْ الْمَائِدَة ١٠١ وهيئ لنا الْكَهْف ١٠ واقْرَأ كتابك الْإِسْرَاء ١٤ ويهيئ لكم الْكَهْف ١٦ وَمن يَشَأْ يَجعله الْأَنْعَام ٣٩ ونبئهم الْحجر ٥١ وَمَا أشبه ذَلِك. --السبعة فی القرائات، صص۱۳۲- ۱۳۳-- وروى الشموني مُحَمَّد بن حبيب عَن الْأَعْشَى عَن أبي بكر عَن عَاصِم أَنه لم يكن يهمز الْهمزَة الساكنة مثل يومنون  وَمَا أشبههَا من السواكن. قَالَ أَبُو بكر حَدثنِي مُحَمَّد بن عِيسَى بن حَيَّان قَالَ حَدثنَا أَبُو هِشَام قَالَ سَمِعت أَبَا يُوسُف الْأَعْشَى يقْرَأ على أبي بكر فهمز يُؤمنُونَ وَحدثنَا ابْن حَيَّان قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن يزِيد أَبُو هِشَام عَن سليم عَن حَمْزَة أَنه كَانَ إِذا قَرَأَ فِي الصَّلَاة لم يكن يهمز. --السبعة فی القرائات، ص۱۳۳--