وقف غير تام إذا نصبت أو يتوب عليهم على النسق على ليقطع طرفا، فإن نصبت أو يتوب عليهم على معنى حتى يتوب عليهم» وإلا أن يتوب عليهم كان وقف التمام على قوله: فينقلبوا خائبين. --إيضاح الوقف والابتداء، ج۲، ص۵۸۳--
ليس بتمام عند الأخفش لأنه يقدر المعنى ليقطع طرفًا من الذين كفروا أو يكبتهم وأو يتوب عليهم أو يعذبهم وغيره من النحويين يجوز الوقف على خائبين ويقدر أو يتوب عليهم أو يعذبهم بمعنى من أن يتوب عليهم، ومن النحويين من يقدر أو بمعنى إلا أن وحتى كما قال:
فقلت له لا تبك عينك إنما/ نحاول ملكا أو نموت فنعذرا. --القطع والائتناف، ص۱۴۶--
تام. لأن من أول القصة إلى ههنا نزل في غزوة بدر. وقوله ليس لك من الأمر شيء إلى فإنهم ظالمون نزل في غزوة أحد.. --المكتفى في الوقف والابتدا، ص۴۴--
تامّ: إن جعل أو يتوب عليهم عطفا على شيء: أي ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب عليهم فليس منصوبا بما قبله، أو إنما كان تامّا لاختلاف نزول الآيتين في غزوتين، لأن من أوّل القصة إلى خائبين نزل في غزوة بدر، ومن قوله: ليس لك من الأمر شيء إلى ظالمون نزل في غزوة أحد وبينهما مدّة، روي عن أنس بن مالك أنه قال: «لما كان يوم أحد كسرت رباعية النبي صلّى الله عليه وسلّم وشجّ وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح الدم عن وجهه وهو يقول: كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدّم وهو يدعوهم إلى الله، فأنزل الله: ليس لك من الأمر شيء» وكاف: إن جعلت أو بمعنى إلا أو حتى كأنه قال ليس يؤمنون إلا أن يتوب عليهم، فجعلوا أو بمعنى إلا، وقد أجازه الزجاج وأجاز أيضا أن تكون أو بمعنى حتى كأنه قال ليس يؤمنون حتى يتوب عليهم كما قال الشاعر: [الكامل]
فقلت له لا تبك عينك إنّما/ تحاول ملكا أو نموت فنعذرا
بتقدير حتى، فعلى هذين الوجهين يكون الوقف على خائبين كافيا، وليس بوقف إن عطف ذلك على ليقطع. وهذا قول أبي حاتم والأخفش، لأنهما جعلا أو يتوب منصوبا عطفا على ليقطع، وجعلا ليس لك من الأمر شيء اعتراضا بين المتعاطفين. --منار الهدی، ج۱، ص۱۸۷--