بفتح الهمزة أمر من الإراءة قرأه ابن كثیر والسوسي ویعقوب بسكون الراء وذلك لأنّ الراء في الأصل ساكنة فأصله «اَرْیِنَا» علی وزن أكرمنا فحذفت الیاء للجزم ثم أسقط الهمزة وبقیت الراء كما كانت وروی الدوري عن أبي عمرو باختلاس الكسرة وقرأ الباقون بكسر الراء وذلك لأنّ أصله اَرْئِنَا مثل أرعنا فحذفت الهمزة استخفافا فكثرة دورة ونقلب كسرتها إلی الراء لتدل علیها فكرهوا إسكان الراء بعد ذلك لئلا یلزم ذهاب الدلالة علی الهمزة المسقطة والاحجاب بالكلمة بكثرة الحذف بلا ضرورة كذا في الاحتجاج وبإثبات ألف الضمیر للتطرف. --نثر المرجان، ج۱، ص۲۱۹--
اعلم أن الهمزة ترد علی ضربین: ساكنة ومتحركة... وأما المتحركة فتقع من الكلمة ابتداءً ووسطاً وطرفا. فأما التي تقع ابتداءً فإنها ترسم بأيّ حركة تحركت من فتح أو كسر أو ضم ألفا لا غیر لأنها لا تخفف رأسا من حیث كان التخفیف یقربها من الساكن والساكن لا یقع أوّلاً فجُعلت لذلك علی صورة واحدة واقتصر علی الألف دون الیاء والواو من حیث شاركت الهمزة في المخرج وفارقت أختیهـا في الخفّة وذلك نحو: اَمر واَخذ واَتی واَحمد واَیّوب واِبرهیم واِسمعیل واِسحق واِلا واِما واِذ واِذا واُنزل واُملی واُولئك واوحی وشبهه وكذلك حُكمها إن اتّصل بها حرف دخیل زائد نحو: ساَصرف وفباَیّ واَفاَنت وباَنّه وكاَنّه وكاَیّن وبایمن ولِایلف قریش ولَباِمام وفلاُمه وساُنزل ولَاُقطّعنّ وشبهه. --المقنع، ص۵۹و۶۰--