بوصل الفاء ووصل «ما» هنا بالاتفاق، قال الداني: قال محمد: أینما موصولة ثلاثة أحرف في البقرة فاینما تولّوا فثمّ وجه الله وفي النحل وفي الشعراء، قال: وقال أبو حفص الخراز: أینما موصولة أربعة أحرف، فذكر التي في البقرة والنحل والشعراء وزاد الأحزاب، قال ابن الجزري في شرح المقدمة: وجه القطع الأصل مع عدم الإدغام ووجه الوصل شبهه التركیب للجزم، قال: وهو معنی قول ابن قتیبة لأنها أحدثت باتصالها معنی لم یكن، ومناسبة النون المیم.
--نثر المرجان، ج۱، ص۲۰۶و۲۰۷--

وكتبوا... فأینما باتصال النون بالمیم، غیر منفصلة، وكذا في النساء: اینما تكونوا، وفي النحل: أینما یوجّههّ، وفي الأحزاب: أینما ثقفوا. هذه الأربعة خاصة، واختلفوا في التي في الشعراء، ففي بعض المصاحف متصلة مثل هذه الأربع، وفي بعضها منفصلة، مثل سائر ما في القرآن. وقیاس ما رویناه عن نصیر النحوي صاحب الكسائي من قوله: «كل ما في القرآن من الجزاء معناه: حیث ما، ینبغی أن یكتب موصولاً، وما كان من الاستفهام معناه: أین الذی؟، ینبغي أن تكتب مقطوعاً»، یوجب أن یكون هذا الحرف الخامس الواقع في الشعراء المذكور منفصلاً غیر متصل، ویوجب أن تكون الأربعة المذكورة متصلة غیر مقطوعة كما قدمنا. --مختصر التبیین، ج۲، ص۱۹۹-۲۰۱--