الكلمة: يَغُلَّ السورة: آل عمران الآية: 161
يَغُلَّ مقارنة
كتاب مجمع البيان لعلوم القرآن

قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم أَنْ يَغُلَّ بفتح الياء وضم الغين وقرأ الباقون بضم الياء وفتح الغين. --مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏۲، ص۸۷۱--

حجّت
من قرأ يَغُلَّ فمعناه يخون. يقال غل في الغنيمة يغل إذا خان فيها وأغل بمعناه وقال النمر بن تولب:
جزى الله عنا جمرة بنت نوفل/ جزاء مغل بالأمانة كاذب‏
بما سألت عني الوشاة ليكذبوا/ علي وقد أوليتها في النوائب‏
ومن قرأ يغل فمعناه على وجهين (أحدهما) ما كان لنبي أن يخون أي ينسب إلى الخيانة أي يقال له غللت كقولك أسقيته أي قلت له سقاك الله قال ذو الرمة:
وأسقيه حتى كاد مما أبثه/ تكلمني أحجاره وملاعبه‏
وقال الكميت:
وطائفة قد أكفرتني بحبكم/ وطائفة قالت مسي‏ء ومذنب‏
أي نسبتني إلى الكفر (و الآخر) ما كان لنبي أن يخان بمعنى يسرق منه ويؤخذ من الغنيمة التي حازها ويكون تخصيص النبي بذلك تعظيما للذنب قال أبو علي الفسوي الحجة لمن قرأ أَنْ يَغُلَّ إنما جاء في التنزيل من هذا النحو أسند الفعل فيه إلى الفاعل نحو ما كانَ لَنا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْ‏ءٍ وما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ وَ ما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ولا يكاد يقال ما كان لزيد أن يضرب وما كان لزيد ليضرب فيسند الفعل فيه إلى المفعول به فكذلك قوله وما كان لنبي أن يغل يسند الفعل فيه إلى الفاعل ويروي عن ابن عباس أنه قرأ يَغُلَّ فقيل له أن عبد الله قرأ يغل فقال ابن عباس بلى والله ويقتل وروي عن ابن عباس أيضا أنه قال وقد كان النبي يقتل فكيف لا يخون. --مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏۲، ص۸۷۱--

الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل

وما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وما صحّ له ذلك، يعنى أن النبوة تنافى الغلول، وكذلك من قرأ على البناء للمفعول. --الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، ج‏۱، ص۴۳۳--

البحر المحيط في التفسير

وقرأ ابن عباس وابن كثير وأبو عمرو وعاصم أن يغلّ من غلّ مبنيا للفاعل.
وقرأ ابن مسعود وباقي السبعة: أن يغل بضم الياء وفتح الغين مبنيا للمفعول. --البحر المحيط فى التفسير، ج۳، ص۴۱۲--

حجّت
والمعنى: أنه لا يمكن ذلك منه، لأن الغلول معصية، والنبي صلّى اللّه عليه وسلّم معصوم من المعاصي، فلا يمكن أن يقع في شي‏ء منها. وهذا النفي إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتوهم فيه ذلك، ولا أن ينسب إليه شي‏ء من ذلك. وقرأ ابن مسعود وباقي السبعة: أن يغل بضم الياء وفتح الغين مبنيا للمفعول. فقال الجمهور: هو من غل. والمعنى: ليس لأحد أن يخونه في الغنيمة، فهي نهي للناس عن الغلول في المغانم، وخص النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بالذكر وإن كان ذلك حراما مع غيره، لأن المعصية بحضرة النبي أشنع لما يحب من تعظيمه وتوقيره، كالمعصية بالمكان الشريف، واليوم المعظم. وقيل: هو من أغل رباعيا، والمعنى: أنه يوجد غالا كما تقول: أحمد الرجل وجد محمودا. وقال أبو علي الفارسي: هو من أغل أي نسب إلى الغلول. وقيل له: غللت كقولهم: أكفر الرجل، نسب إلى الكفر. --البحر المحيط فى التفسير، ج۳، ص۴۱۲--